خاصة كقوله تعالى : * ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ ) * [1] ، وقوله تعالى : * ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله ) * . وكما في اتخاذ الأذان شعيرة للصلاة . لكن ذلك لا يعني أن المعنى العام الكلي قد نقل عما هو عليه ، ويتضح من ذلك أن أيّ علامة مباحة فضلاً عما كانت راجحة إذا اتخذت من قبل المتشرعة علامة على معنى ومعلم ديني فإنها بالاتخاذ والتباني على العلامية والتواضع فيما بينهم تصبح شعيرة ومعلماً للدين ويكون إحياءً لذلك المعلم الديني وإقامة لركنه . ومن ذلك يظهر وجه آخر لبقاء لفظ الشعيرة على معناه اللغوي وهو ما دل وورد من أوامر على إقامة معالم الدين وتشييد أركانه في كل باب من أبواب الدين الحنيف ، وكما ورد أيضاً الأمر بإحياء أمرهم ( عليهم السلام ) حيث أن الإحياء كالإقامة والتشييد إنما يتم بالإعلام والنشر والإعلاء والتذكير وهذه الأمور كلها من خاصية معنى الشعيرة إذ مقتضاها الإعلام والنشر والإعلاء والتذكير ومن ذلك يظهر الاستدلال مما ورد في المستفيض من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وغيرها من أدلة قاعدة الشعائر لا يسع المقام ذكرها [2] . هذا كله من حيث كبرى قاعدة الشعائر محمولاً واقتضاءً وأما من جهة الموضوع فموردها وموضوعها أي الآية التي تتخذ علامة معلماً الشرعي فهو ما كان مباحاً أو راجحاً أي مما هو غير محرم ، وقد عرفت تظافر الأدلة
[1] الحج : 36 . [2] ذكرناها مفصلاً والجهات المتعددة في قاعدة الشعائر في كتابي الشعائر الحسينية والشعائر الدينية .