يقتصروا على تفسيقه وقالوا عنه إنه كان ملحداً لا يعتقد النبوة ، ونقلوا عنه في فلتات كلامه وسقطات ألفاظه ما يدل على ذلك ) [1] . ولذا مورست التقية وبشكل شديد اتجاه الإعلان بذكر فضائل علي ( عليه السلام ) وولده ولا سيما ذكره ( عليه السلام ) في الأذان منذ عهد رسول الله فلم يكن بدٌ من تبليغ الشهادة الثالثة إلى خواص الأصحاب والمؤمنين والمسلمين بولايته بل أن الحكومة آنذاك أحست وعلمت بوجود ذكر لعلي وولده بغير صيغة وفصل الشهادة لعلي في الأذان ولذا أقدمت على حذف فصل ( حي على خير العمل ) من الأذان مع الإيهام والتمويه بعلة أخرى للحذف في أوساط المسلمين وقد أشارت إلى ذلك رواية الإمام موسى بن جعفر حيث سأله ابن أبي عمير فقال ( حي على خير العمل ، لم تركت من الأذان ؟ قال : تريد العلة الظاهرة أو الباطنة ؟ قلت : أريدهما جميعاً ، فقال : أما العلة الظاهرة فلئلاّ يدع الناس الجهاد اتكالاً على الصلاة ، وأما الباطنة فإنّ خير العمل الولاية ، فأراد من أمر بترك حي على خير العمل من الأذان أن لا يقع حثّ عليها ودعاء إليها ) [2] . الشهادة الثالثة والتقية : ان من أظهر مصاديق التقية وأبرزها هو الاتقاء عن ذكر فضائل علي ( عليه السلام ) وولده وحيث كانت الشهادة الثالثة هي اقتران ذكر علي بذكر الله ورسوله في
[1] شرح ابن أبي الحديد ، ج 60 ، ص 129 . [2] الوسائل - أبواب الأذان والإقامة ، باب 19 ، ح 16 .