تفسيرية لفصول وفقرات الأذان والإقامة إذ على تقرير كونها تفسيرية يكون مضمون الرواية نصاً في المطلوب ويعضد هذا التقدير تماثل وتكرار التعبير بكلمة ( فسمعت ) حيث قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( فسمعت أذاناً مثنىً مثنى وإقامةً وتراً وتراً فسمعت منادياً ينادي ) وأما على التقدير الأول بأن يكون النداء بالشهادات الثلاث الذي سمعه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو عقب الأذان متصلاً به وأيضاً هو دال على المطلوب لأنه يبين الصلة والارتباط الوثيق بين ماهية الأذان والإقامة لا سيما وان ذلك الأذان والإقامة كما في جملة من روايات المعراج قد أتى بهما لاتيانه الصلاة في المعراج فيكون النداء في الشهادات الثلاث متخللاً بين الإقامة وتكبيرة الإحرام وقد مرت الروايات المعتبرة في هذه الطائفة أن من أجزاء حقيقة الأذان الشهادة بأصول الإيمان . ويدعم مضمون هذه الرواية جملة من روايات المعراج التي تضمنت أنه أذن وأقام له جبرائيل وصلى بالأنبياء والمرسلين والملائكة وأنه كان النداء أيضاً هو بالشهادات الثلاث : منها : ما روى الكليني في الصحيح الاعلائي عن ابن أذينة عن أبي عبد الله في حديث المعراج ( ( أن جبرئيل أذن فقال : اشهد أن محمداً رسول الله فاجتمعت الملائكة فقالت مرحباً بالحاشر ومرحباً بالناشر ومرحباً بالأول ومرحباً بالآخر ، محمد خير النبيين وعليٌّ خير الوصيين ) ) [1] . ولا يخفى أن الأذان في وضع اللغة في الأصل هو بمعنى النداء والاعلام كما مر في المدخل فقد روى الحر العاملي في كتابه إثبات الهداة في الباب
[1] الكافي ، ج 3 ، ص 484 ، أثباة الهداة ، ج 2 ، ص 15 .