من الصحابة [1] كما ورد في روايات الفريقين مما يدلك على تأصل تشريعها النبوي في الاذان منذ عصر صاحب الرسالة كما هو الحال في ابلاغه لميثاق الولاية في بيعة الغدير هذا مضافاً إلى ما يأتي من الأدلة الخاصة على ذلك الا انه كما تنكر لأصل الولاية ولبيعة الغدير تنكر أيضاً للنداء بالشهادة الثالثة في الاذان كيف لا وقد جرى بعد وفاة الرسول ما جرى مالاتستوعبه الاسماع وقد روى الكليني عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عنبسة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : ( قال : إياكم وذكر علي وفاطمة فان الناس ليس شيء أبغض من ذكر علي وفاطمة ) [2] . وقال ابن أبي الحديد المعتزلي في معرض كلامه عن حرب بني أمية لعلي ولذكره ( قال : ان الطباع تحرص على ما تمنع منه وتلح فيه فالناس لما منعوا من ذكر فضائله والموالاة له وألزموا سبه وبغضه ازدادوا بذلك محبةً له واظهاراً لشرفه ولذلك سبوه بني أمية ألف شهر على المنابر فما زاد ذلك ذكر عليّ الا علواً ولا ازداد الناس في محبته إلا علواً ) [3] . وأخرج مالك في الموطأ بإسناده أن رجلاً سأل عثمان بن عفان عن الأختين من ملك اليمين هل يجمع بينهما ؟ فقال : أحلتهما آية فاما أنا فلا أحب أن أصنع ذلك قال : فخرج من عنده فلقي رجلاً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
[1] وسيأتي ذكر هذه الروايات في مطاوي الكتاب . [2] الكافي ، ج 8 ، ص 159 . [3] شرح نهج البلاغة ، ج 13 ، ص 223 .