فسأله عن ذلك فقال : لو كان ليس من الأمر شيء ثم وجدت أحداً فعل ذلك لجعلته نكالاً . قال ابن شهاب أراه علي بن أبي طالب وعلق ابن عبد البر في كتاب الاستذكار على هذه الرواية بقوله : ( انما كنى قبيصة ابن ذؤيب عن علي بن أبي طالب لصحبته عبد الملك بن مروان وكانوا يستثقلون ذكر علي بن أبي طالب ) [1] . وكذلك روي ( انه قد أدخل عدي بن حاتم الطائي على معاوية وقال له : ما أبقى الدهر من ذكر علي بن أبي طالب فقال عدي : فهل رعي الدهر الا ذكرا وقال : كيف حبك له فتنفس الصعداء ، وقال : حبي والله جديد لا يبيد وقد تمكن من شغاف الفؤاد إلى يوم المعاد وقد امتلأ من حبه صدري وفاض في جسدي وفكري ) [2] . ونقل ابن أعثم في الفتوح أيضاً ( أن معاوية قال له : يا أبا طريف ما الذي أبقى لك الدهر من ذكر علي بن أبي طالب فقال عدي : وهل يتركني الدهر أن لا أذكره قال : فما الذي بقي في قلبك من حبه قال عدي : كله وإذا ذكر ازداد فقال معاوية : ما أريد الا اخلاق ذكره فقال عدي : قلوبنا ليست بيدك يا معاوية فضحك معاوية . . . الحديث ) [3] .
[1] الموطأ لمالك بن أنس ، ج 2 ، ص 10 ، راجع أيضاً تفسير ابن كثير ج 1 ، ص 484 ، وقد ذكر الشيخ الأميني تسعة مصادر أخرى فراجع ج 8 ، ص 215 ، طبعة طهران . [2] أشعة الأنوار في فضل الحيدر الكرار ، ص 314 - طبعة النجف . [3] الفتوح لابن أعثم ، ج 3 ، ص 134 .