وكما في تخطئة النجاشي وغيره من الرجالين المحدثين في استغرابهم بعض ما استثناه بن الوليد وبتبعه الصدوق من نوادر الحكمة لمحمد بن أحمد الأشعري القميّ حيث حكى النجاشي عن شيخه أبي العباس بن بن نوح تعجبه من استثناء روايات محمد بن عيسى بن عبيد من الكتاب المزبور مع أنّه كان على ظاهر العدالة والثقة . وقد استثنى الصدوق وشيخه من الكتاب المزبور روايات سهل بن زياد الآدمي مع أن الكليني أدمن الرواية عنه في الكافي مع ان الصدوق أيضاً قد اعتمده في طريق المشيخة وكذا استثنيا روايات أحمد بن هلال العبرتائي مع أن الشيخ في العدة ادعى اجماع الطائفة على العمل برواياته في حال استقامته وغيرها من الموارد التي امتنع الصدوق من نقل رواية الرواة الموجودة في الأصول المعتبرة لمسلكه الخاصّ به وبشيخه بل تراهما يمتنعان من نقل رواية كتابين ( أصلين ) معتبرين عند الأصحاب لذلك ، ومن موارد وأمثلة التشدد بحدة التي تفرد بها الصدوق ما ذهب إليه في الفقيه من أن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين يوماً أبداً وذكر جملة من الروايات بهذا المضمون ثم قال : ( من خالف هذه الأخبار وذهب إلى الأخبار الموافقة للعامة في ردها أتقي كما يتقى من العامة ولا يُكلم إلاّ بالتقية كائناً من كان إلاّ أن يكون مسترشد ويبين له فان البدعة إنما تُماث وتبطل بترك ذكرها ولا قوة إلاّ بالله ) [1] . وقال أيضاً في الخصال بعدما أورد الروايات ( أن إكمال العدة ثلاثين يوماً مذهب خواص الشيعة وأهل الاستبصار في شهر رمضان أنه لا ينقص عن
[1] الفقيه - كتاب الصوم ، باب النوادر ، ص 171 ، ج 2 ، طبعة قم .