أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِينا ) * [1] .
وهذه الآية تناغم الآية السابقة ، وتفصح عن حدث في ذلك اليوم قد وقع به اياس الكفار من إزالة الدين وبه حصلت الظمانة الإلهية لخلود هذا الدين كما حصل به عزة المسلمين ومنعت حوزتهم فما هو هذا الشيء الذي حدث في ذلك اليوم وكتب به أعزازهم وما هذا الامر في ذلك اليوم الذي لولاه لم يكمل الدين ولولاه لم يرض الربُّ تعالى الإسلام دينا ؟ وهذا التعبير على وزان التعبير في الآية الأولى من ان لولا ابلاغ ذلك لما حصل ابلاغ الرسالة أي انه ثمرة الرسالة وضمان بقائها وان من أركان الاعتقاد الذي به يتكامل ظاهر الإسلام إلى طور حقيقة الايمان إذ انه الغاية المرضيُّ بها من ظاهر الإسلام قال تعالى : * ( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) * [2] .
فكانت بيعة الغدير وميثاق الولاية بالشهادة الثالثة تتلوا الشهادتين وبها كمال الدين لا خصوص الشريعة ورضى الرب للاسلام لا مجرد الشرعة والمنهاج فآلت ركناً اعتقادياً ثالثاً في الدين بل هي شرط حقيقة التوحيد كما في حديث الرضا المعروف بالسلسلة الذهبية عن آبائه عن رسول الله حيث قال : ( ( سمعت أبي موسى ابن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول :

[1] المائدة ، الآية : 3 .
[2] الحجرات ، الآية : 14 .

13