نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 95
عليه فضل في الأعمال ؟ أجاب ( عليه السلام ) بأنّهما شريكان في العشر ، ولكن الله تعالى يضاعف للمؤمن سبعين ضعفاً ، بل يزيد المؤمنين على قدر مراتب ايمانهم ، وفي هذا كما ترى دلالة واضحة على حصول الثواب على العبادة الواقعة من هذا المسلم المشار إليه في الحديث ، مع استفاضة الأخبار ببطلان عبادة المخالفين ، وأنّها هباءً منثوراً ، فهو مؤيّد لما ادّعيناه من أنّ المراد بالمسلم هنا هو الجاهل بأمر الإمامة . وانّما أوردنا الحديث بطوله لنوقفك على مدلوله ، وقد أطلعناك بشرحه على زبدته ومحصوله ، وسيظهر لك فيما يأتي سرّ هذا الكلام عند الكلام لبعض الأعلام . وروى ثقة الاسلام في الكافي أيضاً بسنده فيه إلى سماعة ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أخبرني عن الايمان والاسلام أهما مختلفان ؟ فقال : انّ الايمان يشارك الاسلام ، والاسلام لا يشارك الايمان ، فقلت : فصفهما لي ، فقال : الاسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله ، والتصديق برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) به حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس ، والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام وما ظهر من العمل به ، والايمان أرفع من الاسلام بدرجة ، انّ الايمان يشارك الاسلام في الظاهر ، والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن ، وان اجتمعا في القول والصفة [1] . دلّ هذا الخبر على أنّ الاسلام عبارة عن التصديق بالشهادتين ، وان لم يصرّح في الخبر بذلك في الشهادة بالتوحيد ، الاّ أنّ ذلك لازم من التصديق بالرسالة . قال الشارح المازندراني ( رحمه الله ) في شرح الحديث : اُكتفي بذكر الشهادة على التوحيد عن التصديق به ، وبذكر التصديق بالرسالة عن الشهادة عليها للقرينة