نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 89
أكبادهم في الجامع والحاضر ، وتجري به أقلامهم في الكتب والدفاتر ؛ إذ لا يخفى على الناظر بعين الانصاف والمجتنب لجادّة الخلاف والاعتساف أنّ هذه المودّة المأمور بها منه سبحانه في هذه الآية : إمّا أن تكون عبارة عن مجرّد الميل القلبي ، كما في محبّة الناس بعضهم لبعض . وفيه أنّ تخصيص أهل البيت - صلوات الله عليهم - بذلك ، وجعلها بهذا المعنى أجراً للرسالة التي هي أعظم النعم ، فلا يحيط بها حمد حامد ، ولا شكر شاكر ولو بجميع الموارد ، مع كونها بهذا المعنى ممّا ورد الأمر بها في الكتاب والسنّة المؤمنين بعضهم لبعض ، ممّا لا يظهر له وجه مزيّة لهم صلوات الله عليهم . وإمّا أن يكون عبارة عن معنى آخر ، وليس ثمّة الاّ جعلهم في المنزلة التي أنزلهم الله فيها ، وهو القول بإمامتهم ، وهذا المعنى هو الذي أيّدته الأخبار ، ونادت به الآثار ، من كون حبّهم موجب لدخول الجنّة ، ومنقذ من الولوج في النار ، كما ستأتيك أحاديثه واضحة المنار ، ساطعة الأنوار ، ومنها حديث الكشّاف المنقول هنا ، وبه يظهر معنى البغض لهم ( عليهم السلام ) الذي هو عبارة عن عدم القول بإمامتهم ممّن عرفهم وسمع بدعوى الإمامة لهم . قال بعض محقّقي أصحابنا المتأخّرين : وانّما أوجب الله سبحانه مودّة ذي القربى على الأُمّة لتتولاّهم الأُمّة ، فيتّبعوهم بطيب نفوسهم ، فيحصل ذلك نجاتهم في الآخرة ، ثمّ قال : والمراد بمودّتهم انّما هو مودّتهم بمقامهم وحقيقتهم ، كما أُشير إليه في حديث المفضّل بن عمر إلى آخر كلامه زيد في اكرامه . أقول : أنت خبير بأنّ من المعلوم عند ذوي العقول أنّ ثمرة الحبّ والبغض هي طاعة المحبوب وعدمها ، وأنّ من أحبّ أحداً واعتقد فيه ، وقف على حدود أوامره ونواهيه ، وحينئذ فدعوى هؤلاء النصّاب محبّة أهل البيت ( عليهم السلام ) مع كونهم لا يأخذون بأمر من أوامرهم ، ولا يعتقدون بواحد منهم ، ولا يسألون عن حكم
89
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 89