نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 84
المقام ، والبعد عن ساحة أخبار أهل الذكر ( عليهم السلام ) حيث أنّهم اختلفوا في حكم المخالفين في الإمامة . فذهب جماعة منهم إلى أنّهم كفرة ؛ لانكارهم ما علم من الدين ضرورة ، وهي الإمامة . وذهب آخرون إلى أنّهم فسقة ، واختاره المحقّق في التجريد [1] ، ونقل أيضاً عن العلاّمة في شرحه [2] ، ثمّ اختلف هؤلاء في أحوالهم في الآخرة . فذهب بعض إلى أنّهم مخلّدون في النار ؛ لعدم استحقاقهم الجنّة . وذهب بعض آخر إلى أنّهم يخرجون من النار ويدخلون الجنّة ، ونقله ابن نوبخت في كتابه فصّ الياقوت [3] عن شذوذ من أصحابنا . وذهب آخرون إلى أنّهم يخرجون من النار ؛ لعدم كفرهم الموجب للخلود ، ولا يدخلون الجنّة لعدم الايمان المقتضي لاستحقاق الثواب ، واختاره ابن نوبخت في الكتاب المشار إليه . وأنت خبير بما في هذه الأقوال من البعد عن ساحة الأخبار المعصوميّة ، وابتنائها على وجوه مخترعة وهميّة ، كما سيظهر لك في أثناء مباحث هذه الرسالة ، ويتّضح لك من مطاوي تحقيقاتها بأوضح دلالة . والقول المؤيّد المنصور هو أوّل القولين ، كما ستمرّ بك إن شاء الله تعالى أدلّته واضحة النجدين ، وهو القول المشهور بين المتقدّمين من أصحابنا ، وممّن حكى ذلك ونقله الشيخ ابن نوبخت في الكتاب المشار إليه ، حيث قال : دافعوا النصّ كفرة عند جمهور أصحابنا ، ومن أصحابنا من يفسقهم .
[1] تجريد الاعتقاد ص 295 . [2] كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ص 398 . [3] فصّ الياقوت لابن نوبخت لم أعثر عليه .
84
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 84