نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 74
قاتلهم الله أنّى يؤفكون [1] انتهى . وبالجملة فانّهم لمّا عرفوا صحّة الحديث من طرقهم واشتهاره ، ولم يمكنهم لذلك اخفاؤه وانكاره ، عمدوا إليه ليطفؤوا بتلك التأويلات أنواره ، فليت شعري لو أنّهم اتّفقوا سلفاً وخلفاً على انكاره بالكلّية ليسلموا بذلك من هذه الفضائح الأبديّة ، لكان ذلك أليق بشأنهم ، وأولى بنقصانهم ، ولكن أبى الله سبحانه الاّ اظهار الحقّ على ألسنتهم ، والمخالفة بين ألسنتهم وأفئدتهم ، فظهر أمر الله وهم كارهون ، ويأبي الله الاّ أن يتمّ نوره ولو كره المشركون . إذا عرفت ما تلوناه عليك ، وتدبّرت ما سطرناه لديك ، ظهر لك أنّ ثبوت الإمامة من أضرّ ضرورات الدين المحمّدي ، وليس المراد من الضروري هنا هو المعنى المراد عند أهل المعقول ، وهو المستغنى عن الدليل ، المتبادر من بديهة العقول ، بل المراد به ما تواتر دليله واتّضح سبيله ، وصار بالنسبة إلى ذلك الدليل المبين معلوماً على القطع باليقين . ولا يضرّ في ضروريّته تعامي من أعمى الله بصيرته بغشاوة الحميّة ، وعناد معاند قد خالف مقتضى العقل منه والرويّة ؛ لأنّ مناط الحكم بالضروريّة وعدمها انّما هو بالنظر إلى الدليل ، وإفادته القطع ثمّة واليقين ، لا بالنظر إلى المخالف والموافق قلّ أو كثر ، والدليل كما ترى بحمد الله واضح البيان ساطع البرهان . ومن ذلك يتّضح أنّ خلاف أُولئك الأوغاد انّما هو مجرّد بغض وعناد وحسد لسادات العباد ، وحميّة وعصبيّة لمواليهم وأئمّتهم الذين قد خلقوا في عالم الأرواح من فاضل سنخهم وطينتهم ، فخلافهم حينئذ لا عبرة به ولا اعتداد ، ولا منافاة فيه للمقصود لنا والمراد .
[1] احقاق الحقّ ، مطاعن أبي بكر ، الطبع الحجري صفحاته غير مرقّم
74
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 74