نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 7
الأسباب والدوافع : ولعلّ البعض يتساءل ويقول : إذا كانت مسألة الإمامة والإمام بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ممّا وقع فيها الخلاف بين المسلمين ، فلا تعدو أن تكون كأيّ مسألة أُخرى تختلف فيه الآراء والأنظار ، والاختلاف سنّة كونيّة من سنن الحياة ، ومن الطبيعي جدّاً أن تتعدّد الآراء وتختلف النظرات نقضاً وابراماً وسعة وضيقاً ، ومثلها مثل سائر المسائل الكلاميّة الأُخرى التي وقعت موقع الجدل ، والحوار بين العلماء والمفكّرين ، وليس هناك ما يدعو إلى النصب والعداء ، وما يترتّب على ذلك من آثار . وللإجابة عن هذا التساؤل وما ينبثق عنه من تساؤلات أُخرى يحسن بنا أن نذكر تمهيداً يهيّئنا لذكر الأسباب والدوافع ، ونوجز ما نودّ قوله في أمرين : الأوّل : أنّ موضوع الإمامة والخلافة بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) - كما هي في عقيدة الشيعة الإماميّة - من المواضيع ذات الخطورة ؛ لأنّها تشكل دعامة من دعائم الدين ، وركيزة يعتمد عليها أساس الارتباط به ، وما يتفرّع عليه من تطبيق عمليّ لمعطياته وأحكامه وتعاليمه ، وليست هي مجرّد زعامة مدنيّة وحكم إداري ، بل هي امتداد للنبوّة بجميع معطياتها ، وانّ الإمام هو القائم مقام الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في جميع ما يقوم به الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من أدوار في التشريع والتنظيم والتطبيق ، وعلى مختلف الأصعدة والشؤون الفرديّة والاجتماعيّة ، دينيّة كانت أو دنيويّة أو أُخرويّة ولا يستثنى من ذلك الاّ ما يختصّ به مقام النبوّة . ثمّ انّ النصوص الواردة في موضوع الإمامة والإمام تحدّد الاتّجاه تحديداً لا مجال فيه للاختيار . وبعبارة أُخرى : انّ الانتماء الحقيقي للدين لا يتمّ الاّ بالرضا والتسليم بجميع ما يميله من تعاليم وأحكام ، ولا بدّ فيها من الاستناد إلى هذا المنبع دون سواه .
7
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 7