نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 8
ويترتّب على هذا أثر خطير ، وهو أنّ كلّ من جانب هذا الأمر أو خالفه ، فهو ليس على شيء ، وتلك نتيجة طبيعيّة أكّدت عليها النصوص ، وخصوصاً في مسألة الإمامة . ولا شكّ أنّ هذه المقولة تركت أثراً بالغاً في النفوس سلباً وايجاباً ، واختلفت ردّة الفعل شدّة وضعفاً وقبولاً ورفضاً . الثاني : أنّ الضرورة الزمنيّة التي قام فيها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بدور التبليغ لاخراج الناس من الظلمات إلى النور قد بلغت ثلاثاً وعشرين عاماً ، وقد تخلّلتها مصادمات وحروب ضارية اضطرّ إليها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لحماية دعوته والدفاع عنها ، حتّى تمكّن ( صلى الله عليه وآله ) من إخضاع معارضيه إلى حدّ ما ، ولا أقلّ من تمكّنه من السيطرة على الرقعة التي كانت تحت نفوده ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً . ولكن كانت قناعات الناس في ارتباطهم بهذا الدين ، وانعكاس التديّن على على سلوكهم متفاوتة ، وذلك لاختلاف قابليّاتهم واستعداداتهم ، فمنهم من بلغ حدّاً من القناعة والايمان ، بحيث رسخ الدين في قلبه ، فلا يرقى إليه شكّ أو شبهة . ومنهم دون ذلك ، ومنهم من هو حديث العهد بهذا الدين ، ومنهم من أسلم طمعاً ، ومنهم من رأى نفسه مضطرّاً للدخول في هذا الدين ، ومنهم من أسلم نفاقاً ، ومنهم غير ذلك . وقد تحدّث القرآن الكريم في العديد من الآيات عن هذه النماذج المختلفة ، فقال تعالى : ( قل أُؤنبّئكم بخير من ذلكم للذين عند ربّهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهّرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد * الذين يقولون ربّنا آمنّا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار * الصابرين والصادقين
8
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 8