نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 6
بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) . « وعلي هو المبتلى والمبتلى به ، ودواعي ابتلائه والابتلاء به متكاثرة ، وقد اقترنت به حياته وبعد مماته ، فهو رجل الدار يوم الانذار ، وطالما كرّر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وأكثر النصّ عليه بذلك ( صلّى الله عليهما وآلهما ) ومن ذلك يوم الغدير ذلك اليوم المشهود ، أذن فقد اختصّ بخلافة النبيّ الأعظم والوصاية على الأُمّة من بعده ، وفات بذلك على الطامعين ما يأملون ، وهو بطل المواقف ، أسد الحرب ، وحيدرة الوغى ، وكاشف الكرب ، والجيش كلّه عدّة وعدداً ، أذن فهو العلم الفرد ، وهو المخصوص ( ومن السماء ) بالاقتران بفاطمة سيّدة النساء أجمعين ، أُريد هو ورُغِب فيه هو ، وانصرف وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن سواه ، وهو المستأثر بأوسمة السموّ وشارات الامتياز من الله في كتابه ، ومن رسوله في قوله وعمله ، فهو منه بمنزلة هارون من موسى الاّ أنّه لا نبيّ بعده ، وهو أخوه ، وكلاهما من الآخر « علي منّي وأنا منه » وهو نفسه كما عبّر الله في قرآنه ، وهو المفرد في مناجاته ، والوحيد في فتح بابه إلى مسجده الأعظم ، والموصوف بأنّه مع القرآن والقرآن معه ، ومع الحقّ والحقّ معه ، اذن هو حائز الملكات ، ونائل الامتيازات الإلهيّة والنبويّة » [1] . وإذا كان علي ( عليه السلام ) بهذه المثابة ، ولم تكن نظرة الناس إليه ، كما رآه بها القرآن والرسول ، فمن الطبيعي أن تبرز كوامن النفوس وخفايا بعض القلوب ، فتولّد العداء وطفح لعلي وآل علي وشيعتهم ، فكانت بذرة النصب والبغضاء لعلي ( عليه السلام ) وشيعته . وسواء كان النصب مبدأ سياسيّاً كما قيل ، أو أعمّ كما هو الصحيح ، فقد اتّخذت المسألة منحى خطيراً ، ومؤثراً على العقيدة والسلوك .