نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 45
أمّا بعد حمد الملك المنّان على ما أنعم من الجود والاحسان ، والصلاة على سيّد ولد عدنان ، بل سيّد الإنس والجانّ ، وآله اُمناء الرحمن ، فانّي أُوصيك بوصيّتي ، فهذه وصيّتي إليك أيّها الولد العزيز ثمرة القلب والمهجة المرجوّ للسرور والبهجة ، لوصيّتي هذه فاتّبعها ، وأهديك نصيحتي هذه فخذها ولا تضيّعها . اعلم هداك الله تعالى سبيل التوفيق ، وجعله لك خير صاحب ورفيق ، إنّي قد أتعبت في تأديبك قلبي وقالبي ، وجعلتك هممي في دنياي ومأربي ، وأطلت في عرفات تكميلك وقوفي ، وشحذت لمعركة أمرك ونهيك سيوفي ، وكشفت عن جوهر فهمك خبث الغباوة ، وصقلت مرآة فهمك بما أزال عنها صدى الغشاوة ، حتّى إذا أيقنت أنّ جوهرك صاف من الأكدار ، ولؤلؤك يفوق لئالي البحار . طفقت أحمد الله الواهب على جزيل العطايا والمواهب ، أسأله اتمام تلك الرغائب بإسبال ذيول العناية عليك في جميع المآرب ، وهدايتك إلى أعلى المراتب . فاحرص - وفّقك الله تعالى - على ما به سعادة داريك ، ونجح أمريك ، وهو العلم الذي به تدخل في حقيقة الانسان ، الذي هو أشرف نوع الحيوان عند الملك المنّان ، وله أُعدّت المنازل العالية في أعلى قصور الجنان ، وهيّأت له الحور والولدان ، وسخّرت له الملائكة والإنس والجانّ ، ومن تخلّى عن العلم وان تحلّى بحلية الانسان وشابهه في الجوارح والأركان ، فهو انسان قشريّ وبسر قسريّ ، فانّك إذا حقّقته لم تجده الاّ من أحد البهائم أو السباع ، لما قد اكتسبه منها من الأخلاق والطباع . وإذا أردت بيان حقيقة هذا الكلام لئلاّ تظنّه مجازاً ، أو من جملة الأوهام ، فاعلم أنّه قد أطبق أرباب الحقيقة وقصّاد تلك الطريقة ، أنّ الانسان ليس انسان باللحم والجسد ، ولا بالجوارح المركّبة فيه مدى الأبد ، بل بالروح والنفس
45
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 45