نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 46
الناطقة ، لا من حيث هي كذلك ، بل من حيث استكمالها بكمالاتها اللائقة بما هنالك ، ولله درّ من قال : يا خادم الجسم كم تشفي بغلته * وتطلب الربح ممّا فيه خسران فلازم - وفّقك الله تعالى له - الدروس والنظر : أقبل على النفس واستكمل طرائقها * فأنت بالنفس لا بالجسم انسان واتّخذ الخلوة والعزلة حجاباً عن البشر ، فليس في الصحبة الاّ الوبال والضرر ، وايّاك والرغبة فيما لا يهمّك ولا يعنيك ، بل ربّما يغمّك ويعييك من أُمور هذه الدار المملوءة بالهموم والأكدار ، والاشتغال بكثرة الكتابة للمجاميع والقراطيس ممّا يمنعك عن نيل ذلك الجوهر النفيس . فاصرف - أيّدك الله تعالى - للعلم همّتك ، وبيّض لأجله لمّتك ، وأغلق له دكّانك ، وشدّد له أركانك ، واهجر له صحبتك وإخوانك ، واعطه كلّك عسى أن يعطيك بعضه ، ولا يوليك هجره وبغضه ، وانتهز الفرصة ، فانّها تمرّ مرّ السحاب ، وخذ الأُهبة قبل أن يغلق الباب ، فليس أبوك بباق لك مدى الأوقات ، ولا زمانك يفي لك بالسلامة من الآفات والمخافات : عليك بالعلم وتحصيله * والسعي كلّ السعي في نيله والجدّ في تحقيق أبوابه * والشرب من كاسات تبجيله واجعل له الليل نهاراً عسى * تكشف عن فجر دجى ليله والزم له العزلة في خلوة * كيما ترى أنوار تأويله واعطه كلّك كي ربّما * يعطيك منه بعض تفضيله ودع لداعي الجهل أربابه * فالكلّ مشغول بتضليله وأوص على التقوى لتقوى به * على العلى في حمل أكليله فانّ بالعلم تنال المنى * في الدين والدنيا بتفضيله
46
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 46