نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 237
في أوامره ونواهيه ظاهراً ، ولم يحدث منهم في ذلك الوقت ما يوجب الارتداد بانكار شيء من ضروريّات دينه ، ومقابلته فيه بالمكابرة والعناد . وأمّا بعد موته ( صلى الله عليه وآله ) فحيث أبدوا تلك الضغائن البدريّة ، وأظهروا تلك الأحقاد الجاهليّة ، ونقضوا تلك البيعة الغديريّة التي في ضروريّتها أظهر من الشمس المضيّة ، فقد كشفوا ما كان بالأمس مستوراً من الداء الدفين ، وارتدّوا جهاراً غير منكرين ولا مستخفين ، كما قد استفاضت به الرواية عن الأئمّة الطاهرين [1] . فشتّان ما بين الحالتين ، وما أبعد ما بين الوقتين ، فأيّ عاقل يزعم أنّ أُولئك الكفرة اللئام قد بقوا على ظاهر الاسلام ؟ حتّى يستدلّ بهم في مثل هذا المقام ، والحال أنّه قد ورد عنهم - عليهم الصلاة والسلام - ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : من ادّعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أنّ لهما في الاسلام نصيباً [2] . نعوذ بالله من زلاّت الأفهام وطغيان الأقلام . وأمّا ثانياً ، فمن العجب الذي يضحك الثكلى ، والبيّن البطلان حتّى صار من الشمس أجلى ، أن يحكم بنجاسة من أظهر انكار ضروريّ من سائر ضروريّات الدين ، وان لم يعلم أنّ ذلك منه من اعتقاد ويقين ، ولا يحكم بنجاسة من لبّب أمير المؤمنين ، وأخرجه قهراً مقاداً بين جملة العالمين ، بل وأدار الحطب على بيته ليحرقه عليه ، كما تقدّمت منّا سابقاً الإشارة إليه ، وضرب الزهراء ( عليها السلام ) حتّى أسقطها جنينها ، ولطمها حتّى خرّت لوجهها وجنبها ، مضافاً إلى غصب الخلافة الذي هو أصل هذه المصائب ، وسبب هذه الفجائع والنوائب ، ما هذا الاّ سهو زائد من النحرير ، وغفلة عظيمة في هذا التحرير .