نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 228
السقيفة لطلب الدنيا السخيفة ، والتوصّل فيها بالمغالبة والحيلة [1] انتهى كلام السيّد المشار إليه ، أفاض الله تعالى رواشح القدس عليه . المطلب السابع [ في كفر الغاصبين والمحاربين لعلي ( عليه السلام ) ] قد ظهر ممّا ذكرنا في هذا المقام ، وكشفنا عنه نقاب الابهام ، أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم يعط بيده لبيعة أُولئك الكفرة اللئام الاّ حياطة على الاسلام ، وخوف اضمحلاله وتلاشيه على التمام ؛ لعدم المساعدة في تلك الأيّام ، ولمّا رأى المساعد في تلك الحروب المتأخّرة لم يأل جهداً في حرب أُولئك الغدرة المكرة . وحينئذ فلا فرق في الحقيقة بين المحاربين له ( عليه السلام ) ولا بين الغاصبين للخلافة ، بل الغاصبون أشدّ كفراً وزندقة ؛ لأنّهم الأصل لكلّ فتنة متطرّقة ، ولولا غصب الخلافة يوم السقيفة ، وفعلهم بأهل البيت ( عليهم السلام ) تلك الأفعال المخيفة ، لما طمع فيها طامع من الناس ، ولا تقحّمها أحد من أُولئك الأرجاس من بني أُميّة أو بني العبّاس . وبذلك يظهر لك ما في كلام جملة من علمائنا الأعلام من القصور التامّ في هذا المقام ، منهم الخواجة نصير الملّة والحقّ والدين في متن التجريد ، حيث قال ، بأنّ المحاربين لعلي ( عليه السلام ) كفرة ، والمخالفين له فسقة [2] . وقد صرّح الفاضل ابن أبي جمهور الأحسائي في شرح الباب الحادي عشر بأنّهم أرادوا بمحاربيه الفرق الثلاث ، أعني : الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومخالفيه هم الذين لم يأخذوا بأحكامه ، ولم يعتقدوا إمامته وعصمته ، بل جعلوه