نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 227
وكانت لهم ثلاثة عساكر : عسكر باليمامة مع مسيلمة الكذّاب ، وعسكر مع معرور الشيباني ، وفيه بنو شيبان وعامّة بكر بن وائل ، وعسكر مع الحطم العبدي . قال المروزي : وارتدّ أهل اليمن ، وارتدّ الأشعث بن قيس في كندة ، وارتدّ أهل مأرب مع الأسود العنسي ، وارتدّت بنو عامر الاّ علقمة بن علافة . فكان هذا الارتداد يا ولدي محمّد من جملة موانع أبيك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من منازعة أبي بكر وعمر ، ومن رغب في نيل الدنيا بطريقهما ممّن يرجو أن يحصل له منهما إذا حصل له ولاية من الحطام ما لا يرجوه بولاية أبيك علي ( عليه السلام ) ؛ لأنّهم عرفوا منه ( عليه السلام ) أنّه ما يعمل بغير الحقّ الذي لا تصبر عليه النفوس . فلو أنّ أباك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نازع أبا بكر منازعة للمغالبة والمقاهرة ، لأدّى ذلك إلى أن يصير أهل المدينة حرباً وأهل ردّة ظاهراً ، وكان أهل مكّة الذي ذكر أنّهم ما ارتدّوا وقد أسلموا لمّا هجم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بالعساكر التي عجزوا عنها ، وملكهم قهراً وبغتة على صفة ما كانوا يقدرون على التخلّص منها ، فكان اسلامهم اسلام المقهور ، فمتى وجد من يساعدهم على زوال القهر عنه ، ما يؤمن منه ارتدادهم عمّا قهروا عليه من الاسلام المذكور . فما كان بقي على ما ذكره المروزي وغيره ، ممّن ارتدّ من سائر أهل تلك البلاد الاّ الطائف ، وأيّ مقدار للطائف مع ارتداد سائر الطوائف . فلو لا تسكين أبيك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لذلك البغي والعدوان بترك المحاربة لأبي بكر ، ومساعدته لأهل المدينة على الذين ارتدّوا عن الاسلام والايمان واطفاء تلك النيران ، كان قد ذهب ذلك الوقت الاسلام بالكلّية ، أو كاد يذهب ما يمكن ذهابه منه بتلك الاختلافات الرديئة . وهذه مصائب وعجائب أوجبها مسارعة أبي بكر وعمر ومن اجتمع في
227
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 227