responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 225


بأنّه لولا عهد عهده إليّ النبيّ الأُمّي لأوردت المخالفين خليج المنية الخ [1] .
ومثله في الأخبار غير عزيز يقف عليه المتتبّع .
وبالجملة فالأمر فيه ( عليه السلام ) مع أُولئك الفجرة المارقين كأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم كان بمكّة مع أُولئك المشركين ، حيث صبر ( صلى الله عليه وآله ) على ما أوقعوه به من المكروه ، وتقصّدوه به من الأذى ، حتّى عزموا على قتله غير مرّة ، وما كان الباعث له على ذلك الاّ عدم الناصر الذي يقوم به أمر الاسلام ، ويحاربهم به في تلك الأيّام ، ورجاءه - عليه الصلاة والسلام - تقوّي الأمر بعد صبره على تلك الغصص والآلام ، فلمّا قدمت الأنصار بمكّة وحالفوه وهاجر إليهم ، فعضدوه ونصروه وقابلهم بالحرب والقتال .
وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أيضاً كذلك لمّا رأى في وقت خلافته من ساعده ونصره ، حارب بهم من قصده وخالفه في ذلك الوقت .
ويدلّ على ذلك ما رواه الصدوق في كتاب العلل بسنده عن الهيثم بن عبد الله قال : سألت علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) فقلت له : يا بن رسول الله أخبرني عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لِم لم يجاهد أعداءه خمساً وعشرين سنة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجاهد أيّام ولايته ؟ فقال : لأنّه اقتدى برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ترك جهاد المشركين بمكّة ثلاثة عشرة سنة بعد النبوّة ، وبالمدينة تسعة عشر شهراً ، وذلك لقلّة أعوانه عليهم ، وكذلك علي ( عليه السلام ) ترك مجاهدة أعدائه لقلّة أعوانه عليهم ، فلمّا لم تبطل نبوّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع ترك الجهاد ثلاثة عشر سنة وتسعة عشر شهراً ، كذلك لم تبطل إمامة علي ( عليه السلام ) مع ترك الجهاد خمساً وعشرين سنة ، إذ كانت العلّة لهما من الجهاد واحدة [2] .



[1] روضة الكافي : 32 - 33 .
[2] علل الشرائع ص 148 ح 5 .

225

نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست