نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 190
الأخيرة ، وهي رواية زرارة ما لفظه : وفيه تصريح بجواز مناكحة المخالفين ، وثبوت الاسلام لهم ظاهراً مع كونهم ضلاّلاً انتهى . فانّه كما ترى حمل الضلاّل المحكوم باسلامهم وجواز مناكحتهم على مثل هؤلاء المخالفين ، مع أنّ هذه الأخبار كما رويت صريحة في كونهم من المرجئين ، بل من أهل الجنّة ، كما سمعت من صحيح زرارة ، بل غيره أيضاً ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، وهو يحكم بكون هؤلاء المخالفين من المخلّدين في النار ، فكيف يتمّ له ما ذكره ، ما هذا الاّ سهو عجيب من مثل هذا المحدّث الأريب ! ! . الرابع : الظاهر أنّ المراد من المستضعف في هذه الأخبار ما هو أعمّ من الجاهل بالإمامة ؛ لعدم سماعه بها بالكلّية ، أو لقصور عقله ونقصان فهمه من ادراك ذلك ، وان كان الظاهر من اللفظ هو المعنى الثاني ، وقد صرّح بتفسيره بالمعنى الأعمّ مولانا محسن الكاشاني فيما يأتي من كلامه . وأشار إليه الشارح المازندراني في مطاوي كلامه ، حيث قال في شرح حديث زرارة الأخير عند قوله زرارة « فقلت : قد قال الله عزّ وجلّ ( هو الذي خلقكم . . . ) » ما لفظه : استدلّ على مذهبه الباطل بهذه الآية ، وليست نصّاً فيه ؛ لأنّ الايمان هو الاقرار ، والكفر هو الانكار ، وبينهما واسطة هي عدمهما ، ويسمّون المتّصف بها تارة غير عارف ، وتارة مستضعفاً ، وتارة ضالاًّ إلى آخر كلامه رحمه الله [1] . وبالجملة فانّك قد عرفت من حديث صاحب البريد أنّ كثيراً من الناس كانوا من الجاهلين بالإمامة ، وسيأتي في الأخبار الآتية في المطلب الثالث إن شاء الله تعالى أنّ الجاهل بالإمامة يسمّى ضالاًّ ، وهو مسلم ومن أهل المشيئة ، وهذه