نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 191
الأخبار قد اشتملت على تعداد أفراد المسلمين ، وهو لم يذكر في عدادها صريحاً ، ولفظ المستضعفين يشمله ؛ لأنّ المراد به كما في بعض الأخبار من لم يعرف اختلاف الناس ، وفي بعض آخر من لا يستطيع أن يؤمن ، ولا يستطيع أن يكفر ، وعدم معرفة الاختلاف ، وعدم الاستطاعة للايمان والكفر كما يكون ناشئاً عن قصور العقل وضعفه ، يكون ناشئاً أيضاً عن عدم العلم بما يوجب ذلك بالكلّية . الخامس : أنّه يستفاد من هذه الأخبار أنّ المستضعف في زمنهم ( عليهم السلام ) موجود ، بل هو أكثر أفراد الناس ، كما شرحناه في الفائدة الأُولى من فوائد المقدّمة ، وحينئذ فما ورد في حديث سفيان بن السمط قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما تقول في المستضعفين ؟ فقال لي شبيهاً بالفزع : فتركتم أحداً يكون مستضعفاً ؟ وأين المستضعفون ؟ فوالله لقد مشى بأمركم هذه العواتق إلى العواتق في خدورهنّ ، وتحدّثت به السقايات في طريق المدينة [1] . فهو محمول على الانكار ، كما يشهد به سياقه . قال الشارح المازندراني بعد نقل الحديث : ولعلّ فزعه ( عليه السلام ) باعتبار أنّ سفيان كان من أهل الإذاعة لهذا الأمر ، فلذلك قال ( عليه السلام ) على سبيل الانكار : فتركتم أحداً يكون مستضعفاً ، يعني : أنّ المستضعف من لا يكون عالماً بالحقّ والباطل ، وما تركتم أحداً على هذا الوصف ؛ لافشائكم أمرنا حتّى تتحدّث به النساء والجواري في خدورهنّ ، والسقايات في طريق المدينة ، وانّما خصّ العواتق بالذكر وهي الجارية أوّل ما أدركت ؛ لأنّهنّ إذا علمن مع كمال استتارهنّ ، فعلم غيرهنّ به أولى [2] انتهى . وحينئذ فلا ينافي ما قدّمنا من الأخبار .