responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 175


منه توقّف كلّ منهما على الآخر المؤدّي إلى توقّف الشيء على نفسه ، وحينئذ فلا دلالة في هذا الخبر على اسلام أُولئك المخالفين .
وأمّا عن الرواية الثانية ، فبأنّ غاية ما يستفاد منها بيان المغايرة بين الايمان والاسلام ، بدليل أنّه جلّ شأنه نفى الايمان الذي هو التصديق عن الأعراب ، وأثبت لهم الاسلام الذي هو عبارة عن مجرّد الاقرار باللسان ، وهذا محتمل لمعنيين :
أحدهما : أن يكون اسلامهم من قبيل اسلام المنافقين المقرّين ظاهراً مع الانكار باطناً ، والظاهر أنّه ليس هو المراد في الآية .
وثانيهما : أن يكون من قبيل اسلام الشكّاك ، وهم من أقرّ بالشهادتين مع عدم التصديق باطناً ، كما تقدّم في المؤلّفة ، والظاهر أنّه هو المراد . وعلى أيّهما حمل فاسلام المخالفين ليس من قبيل ذلك ، انّ اسلام المخالفين عنده مشتمل على الاقرار والعمل والتصديق بجميع ذلك ، فلا يكونون من قبيل الأعراب المذكورين في الآية ، وحينئذ فلا دليل في الحديث المذكور .
ولعلّ هذا الخبر مع الخبر الرابع ، وهو موثّقة أبي بصير ، وردا في مقام الردّ على العامّة ، حيث أنّ المنقول عنهم ما صرّح به جماعة منهم صاحب نواقض الروافض ، اتّحاد معنى الايمان والاسلام ، فلا يصحّ أن يقال : هذا مؤمن غير مسلم ، ولا هذا مسلم غير مؤمن ، ونقل على ذلك اتّفاق أهل السنّة والجماعة ، قال : ويستدلّون بأنّ المنقول عن السلف وفي القرآن ما يدلّ عليه ، كقوله تعالى ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) [1] إلى آخر كلامه أذاقه الله تعالى شديد انتقامه .



[1] الذاريات : 35 - 36 .

175

نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست