نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 160
ثمّ قال ( عليه السلام ) : يا إبراهيم أزيدك في هذا المعنى من القرآن ؟ قلت : بلى يا بن رسول الله . فقال ( عليه السلام ) : قال الله تعالى ( يبدّل الله سيّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ) [1] يبدّل الله سيّئات شيعتنا حسنات ، وحسنات أعدائنا سيّئات ، يفعل الله ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، لا معقّب لحكمه ، ولا رادّ لقضائه ، لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون ، هذا يا إبراهيم من باطن علم الله المكنون في سرّه المخزون ، ألا أزيدك من هذا الباب شيئاً في الصدور ؟ قلت : بلى يا بن رسول الله . قال ( عليه السلام ) : ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء انّهم لكاذبون * وليحملنّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألنّ يوم القيامة عمّا كانوا يفترون ) [2] والله الذي لا إله إلاّ هو فالق الاصباح فاطر السماوات والأرض لقد أخبرتك بالحقّ وأنبأتك بالصدق ، والله أعلم وأحكم [3] . أقول : اُنظر - أيّدك الله تعالى - إلى صراحة هذا الحديث في المراد ، ودلالته بأوضح دلالة لا يتطرّق إليها الايراد ، حيث أنّه دلّ على أنّ كلّ من خلق من المخالفين من بقيّة تلك الطينة الخبيثة المنتة بعد مزجها ببقيّة الطينة الطيّبة ، فهو ناصب عدوّ ، مع تأكيد ذلك بما تكرّر في الحديث من التعبير عن ذلك المخالف بالعدوّ والناصب ، وتصريح صدر الخبر بأنّه جبل على بغضهم ( عليهم السلام ) .
[1] الفرقان : 70 . [2] العنكبوت : 12 - 13 . [3] علل الشرائع ص 606 - 610 ، ورواه في بحار الأنوار 5 : 228 - 233 عن علل الشرائع ، والحديث غير مذكور في أمالي الشيخ الطوسي .
160
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 160