نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 158
نأخذ الاّ من وجدنا متاعنا عنده إنّا أذاً لظالمون ) [1] . يا إبراهيم انّ الشمس إذا طلعت ، فبدا شعاعها في البلدان كلّها أهو باين من القرص أم هو متّصل بها ؟ شعاعها يبلغ في الدنيا في المشرق والمغرب ، حتّى إذا غابت يعود الشعاع ويرجع إليها أليس ذلك كذلك ؟ قلت : بلى يا بن رسول الله . قال : فكذلك كلّ شيء يرجع إلى أصله وجوهره وعنصره ، فإذا كان يوم القيامة نزع الله تعالى من العدوّ الناصب سنخ المؤمن ومزاجه وطينته وجوهره وعنصره مع جميع أعماله الصالحة ويرده إلى المؤمن ، ونزع الله تعالى من المؤمن سنخ الناصب ومزاجه وطينته وعنصره مع جميع أعمال السيّئة الرديئة ويردّه إلى الناصب عدلاً منه جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه ، ويقول للناصب : لا ظلم عليك هذه الأعمال الخبيثة من طينتك ومزاجك وأنت أولى بها ، وهذه الأعمال الصالحة من طين المؤمن ومزاجه وهو أولى بها ( اليوم تجزى كلّ نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إنّ الله سريع الحساب ) [2] أفترى هنا ظلماً وجوراً ؟ قلت : لا يا بن رسول الله ، بل أرى حكمة بالغة فاضلة وعدلاً بيّناً واضحاً . ثمّ قال ( عليه السلام ) : أزيدك بياناً في هذا المعنى من القرآن ؟ قلت : بلى يا بن رسول الله . قال ( عليه السلام ) : أليس الله عزّ وجلّ يقول : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيّبات للطيّبين والطيّبون للطيّبات أُولئك مبرّؤون ممّا يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ) [3] وقال عزّ وجلّ : ( والذين كفروا إلى جهنّم يحشرون * ليميز الله الخبيث من الطيّب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله