نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 157
قلت : يا بن رسول الله وبماذا مزج طينتنا ؟ قال ( عليه السلام ) : خلق الله عزّ وجلّ أرضاً سبخة خبيثة منتنة ، وفجّر فيها الماء أُجاجاً مالحاً آسناً ، ثمّ عرض عليها جلّت عظمته ولاية أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - فلم تقبلها ، وأجرى عليها ذلك الماء سبعة أيّام ، ثمّ نضب ذلك الماء عنها ، ثمّ أخذ من كدوره ذلك الطين المنتن الخبث ، وخلق أئمّة الكفر والطغاة والفجرة ، ثمّ عمد إلى بقيّة ذلك الطين فمزجه بطينتكم ، ولو ترك طينتهم على حالها ولم يمزج بطينتكم ما عملوا أبداً عملاً صالحاً ، ولا أدّوا أمانة إلى أحد ، ولا شهدوا الشهادتين ، ولا صاموا ، ولا صلّوا ، ولا زكّوا ، ولا حجّوا ، ولا أشبهوكم في الصور أيضاً . يا إبراهيم ليس شيء أعظم على المؤمن أن يرى صورة حسنة في عدوّ من أعداء الله عزّ وجلّ ، والمؤمن لا يعلم أنّ تلك الصورة من طين المؤمن ومزاجه . يا إبراهيم ثمّ مزج الطينتين بالماء الأوّل والماء الثاني ، فما تراه من شيعتنا ومحبّينا من زنا ولواط وخيانة وشرب خمر وترك صلاة وصيام وحجّ وجهاد ، فهي كلّها من عدوّنا الناصب وسنخه ومزاجه الذي مزج بطينته ، وما رأيته في هذا العدوّ الناصب من الزهد والعبادة والمواظبة على الصلاة وأداء الزكاة والصوم والحجّ والجهاد وأعمال البرّ والخير ، فذلك كلّه من طين المؤمن وسنخه ومزاجه . فإذا عرض أعمال المؤمن وأعمال الناصب على الله يقول الله عزّ وجلّ : أنا عدل لا أجور ، ومنصف لا أظلم ، وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني ما أظلم مؤمناً بذنب مرتكب من سنخ الناصب وطينته ومزاجه ، هذه الأعمال الصالحة كلّها من طين المؤمن ومزاجه ، والأعمال الرديئة التي كانت من المؤمن من طين العدوّ الناصب ، ويلزم الله كلّ واحد منهم ما هو أصله وجوهره وطينته ، وهو أعلم بعباده من الخلائق كلّهم . أفترى هاهنا يا إبراهيم ظلماً أو جوراً أو عدواناً ، ثمّ قرأ ( عليه السلام ) ( معاذ الله أن
157
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 157