نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 139
ولو جاز لعنه فسكت عنه لم يكن عاصياً ، بل لو لم يكن يلعن إبليس طول عمره لا يقال له في يوم القيامة : لم لا تلعن إبليس ؟ ويقال للاعن : لم لعنت ؟ ومن أين عرفت أنّه مطرود ملعون ؟ والملعون هو المبعد عن رحمة الله عزّ وجلّ ، وهو غيب لا يعرف الاّ في من مات كافراً ، فانّ ذلك علم بالشرع . وأمّا الترحّم عليه فهو جائز بل هو مستحبّ ، بل داخل في قولنا في كلّ صلاة : اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فانّه كان مؤمناً ، والله أعلم . كتبه الغزالي [1] انتهى . فسرّح بريد نظرك في أطراف هذا الكلام الذي هو كلام إمام أُولئك اللئام ، وحجّة اسلام تلك الطغام ، وانظر إلى هذا التعصّب الشديد الذي ليس عليه من مزيد ، والانتصار لذلك الطاغي العنيد ، جزاه الله تعالى بما ارتكبه من هذه الزندقة والالحاد جزاء قوم ثمود وعاد ، بل ضاعف عليه أضعاف عذاب جميع العباد . هذا وقد خالف في ذلك بعض من علمائهم ، فصرّح بكفر يزيد لعنه الله ، حتّى صنّف ابن الجوزي الحنبلي كتاباً سمّاه الردّ على المتعصّب العنيد المانع من لعن يزيد [2] ، وأكثر فيه من الأدلّة والشواهد على كفره لعنه الله . ولقد أجرى الله تعالى الحقّ على لسان علاّمتهم التفتازاني ، حيث صرّح بوجه العذر عن لعن ذلك الرجس ابن الزواني ، قال عليه ما يستحقّه في شرح المقاصد : وانّ ما جرى من الظلم على أهل بيت النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) من الظهور ، بحيث لا مجال فيه للاخفاء ، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه فيه على الآراء ، وتشهد به الجماد والعجماء ، ويبكي له الأرض والسماء ، وتنهدم منه الجبال ، وتنشقّ منه الصخور ، ويبقى عمله على كرّ الشهور ومرّ الدهور ، فلعنة الله على من باشر أو رضي ، أو
[1] وفيات الأعيان 3 : 288 - 289 . [2] وقد طبع هذه الرسالة أخيراً على أحسن حال .
139
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 139