نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 129
عثمان وتبرؤون من أعدائه كاناً من كان ، حتّى إذا صاروا إلى علي بن أبي طالب قالوا : نتولّى محبّيه ولا نتبرّأ من أعدائه . فكيف يجوز هذا لهم ؟ ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في علي : اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، أفترونه لا يعادي من عاداه ؟ ولا يخذل من خذله ؟ ليس هذا بانصاف . ثمّ أُخرى أنّه إذا ذكر لهم ما خصّ الله به عليّاً ( عليه السلام ) بدعاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكرامته على ربّه ، جحدوه وهم يقبلون ما يذكر لهم في غيره من الصحابة ، فما الذي منع عليّاً ( عليه السلام ) ما جعله لسائر الصحابة ، إلى أن قال : ولكنّهم قوم لا ينصفون بل يكابرون [1] . الثالث : من الأدلّة الدالّة على ذلك : رضاهم بما وقع على أهل البيت في الصدر الأوّل من الظلم والهضم والحروب ، وارتكابهم جادّة الاعتذار عمّن حاربهم وغصبهم وظلمهم ، وترحّمهم على مرتكبي تلك الأفعال الشنيعة والمناكر الفضيعة ، بل جعلهم لهم من معتمدي رواتهم وأعاظم ثقاتهم ، كمعاوية ، وعمرو بن العاصّ ، والمغيرة بن شعبة ، وخالد بن الوليد ، وأبي موسى الأشعري ، وطلحة ، والزبير وأضرابهم . وجعلهم من حارب عليّاً ( عليه السلام ) في وقعتي الجمل وصفّين من جملة المسلمين والمؤمنين ، بل المثابين على حربه والمأجورين ، مع حكمهم بكفر بني حنيفة وارتدادهم بمجرّد منعهم أبا بكر الزكاة ، بل جعلهم الخوارج أيضاً كذلك . كما نقل عن ابن الأثير في نهايته في مادّة دين ، بعد ذكر الخبر المتواتر يمرقون من الدين ، قال : قال الخطابي : قد أجمع علماء المسلمين على أنّ الخوارج على