صحاحهم وعن رجالهم من الوصيّة بالعترة ووجوب التلزّم بهم والتعظيم لهم [1] انتهى .
وقال الشريف القاضي نور الله الشوشتري - طيّب الله مضجعه - في كتاب مصائب النواصب : ومن العجب أنّ المتأخّرين من أهل السنّة قد بالغوا في ذلك حتّى حكموا لفرط عصبيّتهم وعدم ديانتهم بكفر من سبّ الشيخين ، بعد ما زعموا أنّ سابّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لا يخرج عن العدالة فضلاً عن الايمان ، مع أنّ ذلك مناقض لما تقرّر عند أسلافهم من النهي عن تكفير أهل القبلة ، وهل هذا الاّ عدواة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وحطّاً لمرتبة أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومخالفة لله ورسوله في قوله ( صلى الله عليه وآله ) « يا علي حربك حربي وسلمك سلمي » ونحوه من الأحاديث المشهورة [2] انتهى .
ومن أراد الوقوف على أمثال هذا الكلام من كتب علمائنا الأعلام ، فليرجع إلى الكتب المصنّفة في هذا الباب ، فانّها قد اشتملت ممّا نحن فيه على العجب العجاب .
أقول : وروى الطبرسي ( رحمه الله ) في الاحتجاج عن الباقر ( عليه السلام ) في حديث حذفنا أوّله ، يتضمّن أنّ خطابه فيه مع بعض المخالفين ، قال ( عليه السلام ) : يا عبد الله ما أكثر ظلم [ كثير من ] [3] هذه الأُمّة لعلي بن أبي طالب ، وأقلّ انصافهم له ، يمنعون عليّاً ما يعطونه سائر الصحابة ، وعلي أفضلهم ، فكيف يمنعونه منزلة يعطونها غيره ؟
قيل : وكيف ذلك يا بن رسول الله ؟
قال : لأنّكم تتولّون محبّي أبي بكر بن أبي قحافة ، وتبرؤون من أعدائه كائناً من كان ، وكذلك تتولّون عمر بن الخطّاب وتبرؤون من أعدائه كائناً من كان ، وتتولّون

[1] الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ص 192 - 193 المطبوع بتحقيقينا سنة 1399 .
[2] مصائب النواصب للشهيد التستري ، مخطوط .
[3] الزيادة من الاحتجاج .

128