نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 116
اعطاء الذليل ، وصبروا على ما نزل بهم من البلاء جيلاً بعد جيل ، وهذا لا يخرج أُولئك عن كونهم حربيّين ، كما أنّ الحربي إذا قوبل بما يريد وأُعطي ما يتمنّى من المزيد ورفع الحرب لذلك ، لم يخرج عن كونه حربيّاً ، فتأمّله بعين البصيرة ، وتناوله بيد غير قصيرة . وأمّا ما ذكره شيخنا الشهيد الثاني ( قدس سره ) في المسالك ، ففيه أنّه مناف لما صرّح به في الروض كما قدّمنا نقله عنه ، فانّ مفاده كما دريت هو الأعمّ من البغض لهم ( عليهم السلام ) ولو بطريق اللزوم أو البغض للشيعة ، بل آخر كلامه ظاهر في ترجيح جعله عبارة عن المقدّم ، كما يشعر به قوله « إذ لا عداوة » وعلى هذا فكيف يكون هذا أمر عزيز في المسلمين الآن ولا يتّفق الاّ نادراً ، وليت شعري على ماذا قتلوه ؟ وقبله الشيخ محمّد بن مكّي الشهيد الأوّل وأمثالهما ممّن يتّهم بمجرّد التشيّع فضلاً عن أن يعلم به . وبالجملة فكلامه ( رحمه الله ) في هذا المقام جرياً على ما اختاره المحقّق من القول باسلام أُولئك اللئام غفلة عجيبة في المقام ، كما سيتّضح لك من أبحاث هذه الرسالة ، ويظهر لك منها بأوضح دلالة . وأمّا ما ذكره الشيخ المحدّث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح لا زال ضريحه منوّر الفيض الكريم المانح ، من التقسيم إلى تلك الأقسام ، حيث يختار في هؤلاء المخالفين القول بالاسلام ، فهو ناشئ عن الوقوع في مضيق الالزام والتورّط في عميق الافحام ، وهو لا يسمن ولا يغني من جوع ، كما لا يخفى على من له في الأخبار أدنى تأمّل ورجوع . ولكنّه ( قدس سره ) جرى على القول المشهور بين متأخّري أصحابنا ، فوقع في الشطط ، وتكلّف ما لا يغني من الوقوع في السهو أو الغلط ، كما لا يخفى على من تدبّر هذه الرسالة ، وأحاط بأطراف هذه المقالة ، الاّ أنّا نزيد ذلك ايضاحاً بالكلام على
116
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 116