نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 41
يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) * [1] . فالآية القرآنية هنا تتحدث عن صنف من الناس حددت طبيعة سلوكهم ولم تعين أشخاصهم . . كما أنها لم تحدد نوع الفاحشة أو الظلم . . ولكنها تشير إلى أنهم بعد ارتكابهم الظلم والفاحشة يذكرون الله ويستغفرون لذنوبهم وأنهم لا يصرون عليها . . هؤلاء الناس يغفر الله ذنوبهم ، ولولا الاستغفار لما نالوا هذا الوعد الإلهي بغفران ذنوبهم . وإلى ذلك يشير الحديث الشريف ، فعن علي بن إبراهيم ، عن محمد ابن عيسى ، عن يونس ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت هل يخرجه ذلك من الإسلام ؟ وإن عذب كان عذابه كعذاب المشركين ، أم له مدة وانقطاع ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من الإسلام وعذب أشد العذاب ، وإن كان معترفا أنه أذنب ومات عليه - أي مصرا على الذنب - أخرجه من الإيمان ولم يخرجه من الإسلام وكان عذابه أهون من عذاب الأول ) [2] . الإشكال الخامس : إن العقل قد يحكم بإمكانية وقوع الشفاعة بالإفادة من آيات القرآن الكريم ، ولكنه لا يستطيع أن يحكم بفعلية وقوعها خصوصا وأن في القرآن ما ينفي الشفاعة مطلقا كقوله تعالى : * ( . . لا بيع فيه ولا خلة ولا
[1] آل عمران 3 : 135 . [2] أصول الكافي 2 : 285 / 23 كتاب الإيمان والكفر باب الكبائر .
41
نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 41