نام کتاب : الشفاعة حقيقة إسلامية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 40
أما الآيات الشريفة التي تحدثت عن الكافرين وخلودهم في النار وأنواع العذاب ، وعدم غفران ذنوبهم ، فإنها شخصت الإطار العام للصفات والأفعال التي إذا تميز بها الإنسان فإنه يدخل النار ، ومن ذلك على سبيل المثال قوله تعالى : * ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) * [1] . والآية كما ترى تتحدث عن المغفرة يوم القيامة ، وأنها لا تنال الذين ماتوا وهم مشركون . وعلى هذا فكيف تكون الشفاعة موجبة لجرأة الناس على الذنوب والمعاصي ؟ مع أن ارتكاب الذنب من قبل المؤمن لا بد أن تعقبه التوبة طلبا للغفران . . لأن هذه صفة المؤمن بالله تعالى واليوم الآخر ، فإنه دائما يراقب نفسه لئلا يقع في معصية ، فإن استولى عليه الشيطان وأغواه وارتكب المعصية تذكر وتاب إلى الله توبة نصوحا فضلا عن أن يصر على الذنب الواقع منه . فالإيمان ليس لونا نضفيه على الإنسان ، بل هو يتجسد في المحتوى الداخلي للإنسان وعلاقته بربه وسلوكه الاجتماعي المنضبط بأوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه . ولعل ما يشير إلى ذلك الآية الشريفة : * ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم