نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 98
أصبح هو مذهب دعاة السلفية حتى اليوم . . [1] . وهذه الشبهة مردودة ، أولا : بما تقدم في الفصول السابقة . وثانيا : بالمقدمة الآنفة الذكر . وثالثا : بالحديث الذي تمسكوا به نفسه . فالحديث يقول : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد . والاستثناء هنا يعود إما إلى المساجد ، فيكون المعنى : لا يجوز شد الرحال لشيء من المساجد تعظيما لها ، إلا المساجد الثلاثة المذكورة في الحديث . . وهذا هو الراجح ، لأنه لا يتعارض مع أوامر الشريعة ، أو حثها على شد الرحال إلى أماكن كثيرة وبمقاصد كثيرة ، كما لا يتعارض مع واقع السيرة النبوية الشريفة وسيرة المسلمين ، كما سيأتي . أو أنه استثناء من شد الرحال ، فيكون المعنى : لا يجوز شد الرحال إلى شيء من الأماكن إلا المساجد الثلاثة . . وهذا هو الذي تمسك به أصحاب هذه الشبهة . وليس لهذا الكلام معنى إلا أن يراد به قصد مكان من الأماكن تعظيما له بذاته ، ولذلك جعلوا النذر بالسفر إلى مسجد غير المساجد الثلاثة ليس ملزما . . وعلى هذا المعنى سوف يخرج كل سفر إلى أي مكان من الأماكن ، لا بقصد تعظيمه بذاته ، بل لخصوصية فيه ، من حكم النهي . . فشد الرحال إلى مكان ما لغرض طلب العلم ، ليس هو تعظيما للمكان المقصود بذاته . . وشد الرحال إلى مواقع الجهاد أو لحماية الثغور أو لصلة الرحم ونحو ذلك ، ليس فيه شيء من تعظيم الأماكن المقصودة ، فليست هذه الأماكن هي علة السفر لعظمة شأنها ، وإنما هي غاية السفر لخصوصيات فيها .
[1] انظر : كتاب الزيارة / ابن تيمية : 18 - 21 ، المسألة الثانية .
98
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 98