نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 97
2 - ولان السفر بقصد الزيارة هو ظاهر الطلب وموضع الحث في بعض النصوص : - كما في قوله تعالى : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) فمجيؤهم إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو متعلق التوبة والرحمة ، فلم يطلب منهم الاستغفار وحده ، بل طلب أولا مجيئهم إلى الرسول ثم الاستغفار بحضرته ليستغفر لهم هو صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا أمر صريح بالسفر إلى الرسول ، وقد رأينا الاتفاق على أن مشروعيته ثابتة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما كانت ثابتة في حياته . - وكما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي فإنه صريح في السفر بقصد زيارته صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يشترك معها قصد آخر . - وهكذا كل حديث يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم : من زارني - أو - من زار قبري فإنه عام يدخل فيه القريب والبعيد . هذه المقدمة كافية لوحدها في إثبات بطلان ما تمسك به البعض في تحريم السفر بقصد الزيارة ، إضافة إلى ما تنطوي عليه شبهتهم من تهافت واضح . . وهي شبهة قائمة على فهم حرفي خاطئ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى . فقال هؤلاء : هذا يعني أن السفر إلى غير هذه الأماكن الثلاثة حرام ! وأن السفر بأي قصد غير قصد هذه الأماكن الثلاثة تعظيما ، والصلاة فيها حرام ! ! قال بهذا نفر من المفرطين في السطحية في فهم النص ، فلما انتصر له ابن تيمية
97
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 97