نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 140
الدعاء للسائل الذي توسل بدعائه له ، وهو مرتبة من مراتب التوسل ، وفي الثاني يتولى المرء نفسه الدعاء متوسلا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه . والامر واضح ، لا سيما وفي الحديث عبارة صريحة تقول : يا محمد يا رسول الله ، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي . فهو توجه صريح بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه ، وتوسل به نفسه إلى الله تعالى ، ولا يؤثر على هذا المعنى ما جاء بعده من قوله اللهم فشفعه في لان هذه هي غاية التوسل والتوجه والاستشفاع ، سواء كان توسلا بالدعاء ، أو كان توسلا بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم . كما أن قول الاعرابي المتقدم الذكر ( ادع لنا ) الذي يفيد التوسل بدعائه صلى الله عليه وآله وسلم لا يلغي دلالة قوله : ( فإنا نستشفع بك على الله ) بعد إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا القول الذي هو صريح بالتوسل بذاته الشريفة . ومثله في صراحة التوسل بذاته الشريفة قول أبي طالب الذي استبشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل ومثل هذا في الدعاء كثير ، نكتفي منه بما أثبته ابن تيمية نفسه من حديث ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر في دعاء الخارج للصلاة ، أن يقول : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ، وبحق ممشاي هذا ، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ، ولا رياء ولا سمعة ، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، أسألك أن تنقذني من النار ، وأن تغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . ثم نقل بعض أهل العلم أنهم قالوا : ففي هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه
140
نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 140