نام کتاب : الزيارة والتوسل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 139
حنيف ) . ثم واصل ابن تيمية قائلا : ( قلت : وقد رواه ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة ، من طريقين ، وشبيب هذا صدوق روى له البخاري ) [1] . وقال أيضا : ( وقد روى الطبراني هذا الحديث في المعجم ) ثم ذكر الحديث بطوله بإسناد آخر إلى أن قال : ( قال الطبراني : روى هذا الحديث شعبة ، عن أبي جعفر - واسمه عمير بن يزيد - وهو ثقة ، تفرد به عثمان بن عمير عن شعبة ، قال أبو عبد الله المقدسي : والحديث صحيح ) . قال : ( قلت : والطبراني ذكر تفرده بمبلغ علمه ، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة عن شعبة ، وذلك إسناد صحيح يبين أنه لم ينفرد به عثمان بن عمير ) [2] . لكنه مع هذا كله ، ومع وضوح النص النبوي ، يقول : فهذا طلب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمره أن يسأل الله أن يقبل شفاعة النبي له في توجهه بنبيه إلى الله ، وهو كتوسل غيره من الصحابة به إلى الله ، فإن هذا التوجه والتوسل هو توجه وتوسل بدعائه وشفاعته ! [3] . ويستنتج من ذلك وأمثاله مما تقدم ذكره أن الصحابة كانوا يطلبون من النبي الدعاء ، وهذا مشروع في الحي [4] . وفي هذا مصادرة على الحقيقة غير خافية ، ففرق كبير بين أن يطلب أحد الدعاء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيدعو له ، وبين أن يطلب منه الدعاء ، فيعلمه أن يدعوا بنفسه ويتوسل في دعائه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وسيلة وشفيعا . ففي الأول يتولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم