نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 48
يكون أراد بها غيره ما عداه . يوضح ذلك ويزيده بيانا لو قال : ألستم تعرفون داري التي في موضع كذا ؟ ثم وصفها وذكر حدودها ، فإذا قالوا : بلى ، قال لهم : فاشهدوا أن داري وقف على المساكين ، وكانت له دور كثيرة ، لم يجز أن يحمل قوله في الدار التي وقفها إلا على أنها الدار التي قررهم على معرفتها ووصفها . وكذلك لو قال لهم : ألستم تعرفون عبدي فلانا النوبي ؟ فإذا قالوا : بلى ، قال لهم : فاشهدوا أن عبدي حر لوجه الله تعالى ، وكان له مع ذلك عبيد سواه لم يجز أن يقال : إنه أراد إلا عتق من قررهم على معرفته دون غيره من عبيده وإن اشترك جميعهم في اسم العبودية . وإذا كان الأمر على ما ذكرناه ثبت أن مراد النبي صلى الله عليه وآله بقوله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " معنى الأولى الذي قدم ذكره وقرره ، ولم يجز أن يصرف إلى غيره من سائر أقسام لفظة المولى وما يحتمله ، وذلك يوجب أن عليا عليه السلام أولى بالناس من أنفسهم بما ثبت أنه مولاهم ، كما أثبت النبي صلى الله عليه وآله لنفسه أنه مولاهم ، وأثبت له القديم تعالى أنه أولى بهم من أنفسهم ، فثبت أنه أولى بهم من أنفسهم ، فثبت أنه أولى بلفظ الكتاب العزيز ، وثبت أنه مولى بلفظ نفسه . فلو لم يكن المعنى واحدا لما تجاوز ما حد له في لفظ الكتاب العزيز إلى لفظ غيره ، فثبت لعلي عليه السلام ما ثبت له صلى الله عليه وآله في هذا المعنى من غير عدول إلى معنى سواه . انتهى . وحيث أجاد فيما أفاد ، وأتى فوق ما يؤمل ويراد ، نقلنا عبائره بعينها تتميما للفائدة ، وتعميما للمائدة .
48
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 48