نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 431
* ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) * [1] ، نعم ، لو كان بيان الحب بغير هذه الصيغة وغير لفظ الولاية لأمكن الهروب من هذه النتيجة . فلو كان قوله صلى الله عليه وآله : " أحبوا عليا فإن حبه واجب ومفروض على كل مؤمن " لأمكن القول أن هذا الحب يختلف درجة وملاكا عن الحب الذي تلازمه الولاية الكاملة بأبعادها بما فيها تقديم النفس رخيصة طوعا بين يديه . وهذا أيضا واضح في أحاديث حب فاطمة الزهراء عليها السلام وكان المسلمون يفهمونه ، ولولا المرتكز الذهني عن الولاية الإسلامية التي تتضمن معنى عدم تأمير النساء لفهم من تلك الأحاديث ولاية الزهراء سلام الله عليها على الإمرة أيضا ، على أن المسلمين مع هذا المرتكز كانوا يدركون أيضا أن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في حب الزهراء عليها السلام تتضمن وجوب طاعتها لو أمرت بشئ ، ولكنهم يعلمون أيضا أنها سوف لن تتأمر عليهم بموجب هذه الأحاديث للمرتكز الذهني عن الإمرة المذكورة . ولكن لو أمرت بشئ عرضا بصفتها هذه التي بينها الرسول صلى الله عليه وآله وأنها صاحبة هذا الحق الكبير على المسلمين فمن القبيح التخلف عن أمرها . لذلك كان المسلمون يعيرون أهمية بالغة لموقفها ، بما في ذلك الذين تشددوا ضد علي بن أبي طالب عليه السلام . وفرض النصرة بهذه الدرجة كذلك يؤدي بالنتيجة إلى وجوب الطاعة ، بل وجوب المبادرة إلى النصرة والحيلولة دون الخذلان .