نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 432
وأي خذلان أكبر من ترك علي بن أبي طالب عليه السلام وتجاوزه حتى ولو على مستوى المشورة وإشراكه في الرأي ؟ ففرض النصرة يوجب أولا : عدم التجاوز للإمام . وثانيا : يوجب منع التجاوز . وثالثا : يوجب طاعة الإمام والوقوف معه بكل قوة مهما كان رأيه في الأمر ، وأي رأي مقابل رأيه هو خذلان ، وأكبر منه الاصرار على الخلاف له ، وأكبر منه الاصرار على إبعاده عن الأمر ونصرة غيره عليه . إن النصرة لم تكن محصورة في حالة الحرب حتى يقال : لم يحارب الإمام فلم تقع مخالفة لولاية النصرة ، بل النصرة إذا وجبت بمثل هذا البيان الذين اتبعه الرسول صلى الله عليه وآله في خطبة الغدير تثبت في كل شئ في الموقف وفي الرأي وفي الحرب . وتشتد هذه المعاني تبادرا إلى الذهن عند ملاحظة التعبير عن النصرة بالولاية لكون معنى الولاية أغنى من معنى النصرة وأوسع منه كما أسلفنا . وكذلك تتحصل النتيجة لو كان المراد معنى : " من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه " وأن كلمة أولى مرادفة لكلمة مولى ، لأن هذا اللسان يجعل كل فرد من المسلمين محكوما لولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ، فلا يجوز أن يتصرف بنفسه خلاف ما يريده الإمام ، ولو على مستوى الموقف والرأي والتصدي لاستلام المسؤوليات . ولكن مع ذلك ما ذكرناه هو المعنى الذي يستقيم مع السياق ومع المرتكز الذهني للولاية ولولاية الرسول صلى الله عليه وآله . والدعاء وإن كان لا يضيف على المعنى شيئا ولم يكن تبادر المعنى متوقفا على وجوده ولكنه يؤكد المعنى ويحث على الالتزام والتمسك به ،
432
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 432