نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 414
فلما رأى أبو موسى ذلك من هاشم لم يسعه إلا البيعة ، فقام وبايع ، وقام بعده أكابر أهل الكوفة وساداتهم ومشايخهم فبايعوا لعلي عليه السلام . قال نصر بن مزاحم في كتاب " صفين " : لما عزم أمير المؤمنين عليه السلام على التوجه إلى صفين لقتال معاوية ، قال زياد بن النضر الحارثي لعبد الله بن بديل بن ورقاء : إن يومنا ويومهم ليوم عصبصب : ما يصبر عليه إلا كل مشبع القلب ، صادق النية ، رابط الجأش ، وأيم الله ، ما أظن ذلك اليوم يبقى منا ومنهم الأراذل . قال عبد الله بن بديل : وأنا والله أظن ذلك . فقال علي عليه السلام : " ليكن هذا الكلام جوابنا في صدوركم لا تظهروه ، ولا يسمعه منكم سامع ، إن الله تعالى كتب القتل على قوم ، والموت على آخرين ، وكل آتيه منيته ، كما كتب الله له ، فطوبى للمجاهدين في سبيل الله والمقتولين في طاعته " . فلما سمع هاشم بن عتبة مقالتهم حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : سر بنا يا أمير المؤمنين ، إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، وعملوا في عباد الله بغير رضى الله ، فأحلوا حرامه وحرموا حلاله ، واستولاهم الشيطان ، وأوعدهم الأباطيل ، ومناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهدى ، وقصد بهم فصل الردى وحبب إليهم الدنيا ، فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة . أنجزنا موعد ربنا ، وأنت - يا أمير المؤمنين - أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله رحما ، وأفضل سابقة وقدما ، وهم - يا أمير المؤمنين - يعلمون منك مثل الذي علمنا ، ولكن كتب عليهم الشقاء ، ومالت بهم الأهواء ،
414
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 414