نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 402
اليوم الأخير من حياتها وكأنها تتماثل للشفاء ، فقد قامت من فراشها وغسلت ولديها الحسن والحسين عليهما السلام ، وألبستهما ثيابهما ، ثم طلبت منهما أن يزورا قبر جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلى الرغم مما بدا عليها من تحسن في صحتها ونشاطها ، إلا أنها كانت تستعد للرحيل ، وتسرع الخطى للحاق بأبيها صلى الله عليه وآله ، فطلبت من أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن تحضر لها ماء لتغتسل به . . . فاغتسلت ، ولبست أحسن ثيابها . وعندما أحست بالأجل يدنو ، وبأنها تنعى إلى نفسها طلبت من أسماء أن تضع لها فراشا وسط البيت ، فاضطجعت في فراشها ، وهي مستقبلة القبلة . ثم دعت أسماء وأم أيمن ، وطلبت إحضار علي بن أبي طالب عليه السلام ، فحضر علي عليه السلام ، فقالت : " يا ابن العم ، إنه قد نعيت إلي نفسي ، وإنني لا أرى ما بي إلا إنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة ، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي " . فقال لها علي عليه السلام : " أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله " ، فجلس عند رأسها ، وأخرج من كان في البيت . ثم قالت عليها السلام : " يا ابن العم ، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني ، فقال عليه السلام : معاذ الله ، أنت أعلم ، وأبر ، وأتقى ، وأكرم ، وأشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي ، وقد عز علي مفارقتك وفقدك ، إلا أنه أمر لا بد منه ، والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأحزنها ؟ هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ، ورزية لا خلف لها " .
402
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 402