نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 395
مكة ، وتشهد محنة أبيها صلى الله عليه وآله ، فتر ى الأذى والاضطهاد يقع عليه ، وتشهد جو مكة المعادي لبيت النبوة ، وتشاهد أباها والصفوة المؤمنة من دعاة الإسلام ، والسابقين بالإيمان ، يخوضون ملحمة البطولة والجهاد ، فيؤثر هذا الجو الجهادي في نفسها ، ويساهم في تكوين شخصيتها ، وإعدادها لحياة التحمل والمعاناة . لقد عاشت فاطمة عليها السلام كل ذلك وهي بعد لما تزل صبية صغيرة وعاشت المحنة الأشد مع أبيها ، بعد فقد أمها . فقد بلغ الأمر بأحد سفهاء قريش ، أن يغترف غرفة من تراب الأرض ويقذفها بوجه رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلى رأسه ، فيتحمل صلى الله عليه وآله هذا الأذى ، ويعود إلى بيته صابرا محتسبا وقد لطخ التراب وجهه ورأسه ! ! يعود إلى بيته وتنظر فاطمة عليها السلام إليه صلى الله عليه وآله فترى ما لحق به من أذى قريش وتماديها في الصلف والغرور ، فيحز الألم في نفسها ، ويعظم عليها تجرؤ السفهاء والمغرورين من طغاة الجاهلية ومتكبريها على رسول الله صلى الله عليه وآله . ثم تقوم لأبيها ، وتنفض التراب عن رأسه ووجهه ، وتأتي بالماء وتغسل وجهه الكريم ، ولم يمر هذا المشهد المؤلم دون أن يؤثر في نفسها ، فيستبد بها الحزن والألم على القائد رسول الله أبيها صلى الله عليه وآله ، فتبكي وتتألم لجرأة هؤلاء الجاهلين الطغاة على رجل يريد أن يخرجهم من الظلمات إلى النور ، ويهديهم سبيل الهدى والرشاد . ويؤثر موقف فاطمة عليها السلام في نفس أبيها ، ويشعر بحرارة الألم تمس قلبها ، فيحاول صلى الله عليه وآله أن يخفف عنها ، ويحثها على التجلد
395
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 395