نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 361
عثمان من الخلافة ، قالوا له : إما أن تخلع نفسك أو نقتلك ، فاختار القتل على خلع نفسه ، وقال : لا أخلع قميصا ألبسنيه الله ، فيدل ذلك على أن خلع الإنسان لنفسه من الخلافة عند عثمان أعظم من إظهار كلمة الكفر ، وقد علم عثمان وأهل العلم والتواريخ إنما ألبسه إياه عبد الرحمان بن عوف . ثم قد رووا بلا خلاف بينهم : أن أبا بكر قام على المنبر ، وقال : أقيلوني فلست بخيركم ، وفعل ذلك من غير إكراه أحد له على الخلع ، ولا خوف من القتل . وهذا يدل على تخطئة عثمان أو أبي بكر ، وأن أبا بكر قد وقع منه أعظم من الكفر باستقالته من الخلافة على مذهب عثمان ، أو يكون عثمان قد ألقى بنفسه إلى الهلاك الذي تضمن القرآن النهي عنه ، فقال : * ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) * [1] . وعثمان لو كان إماما لزم كون كثير من كبار الصحابة : كأبي ذر وعمار وابن مسعود من أهل النار لعدم اعترافهم بإمامته ، بل رفض جل المسلمين بيعته ، وصاروا سببا لقتله : كطلحة والزبير وعامة أهل المدينة ومصر . . . مع أن الالتزام بدخول هؤلاء الأبرار في النار ، وموتهم على الجاهلية - بسبب عدم معرفتهم إمام زمانهم - باطل يقينا ولا يلتزم به مسلم . والعجب من مخالفي الشيعة : أنهم يستدلون على حقية خلافة المشايخ بسكوت علي عليه السلام الدال على رضاه ، ولا يستدلون بسكوته عن قتل عثمان على رضاه ، وقد كان قاتله بيده أخص خواصه وحوارييه محمد بن أبي بكر .