نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 338
قال : وأقبل القوم فلما انتهوا إلى المربد قام رجل من بني جشم ، فقال : أيها الناس ، أنا فلان الجشمي وقد أتاكم هؤلاء القوم ، فإن كانوا أتوكم خائفين لقد أتوكم من المكان الذي يأمن فيه الطير والوحش والسباع ، وإن كانوا إنما أتوكم بطلب دم عثمان فغيرنا ولى قتله . فأطيعوني أيها الناس ، وردوهم من حيث أقبلوا فإنكم إن تفعلوا تسلموا من الحرب الضروس والفتنة الصماء التي لا تبقي ولا تذر . قال : فحضر ناس من أهل البصرة إلى المربد حتى ملأوه مشاة وركبانا . فقام طلحة فأشار إلى الناس بالسكوت ليخطب ، فسكتوا بعد جهد . قال : أما بعد ، فإن عثمان بن عفان كان من أهل السابقة والفضيلة ، ومن المهاجرين الأولين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، فنزل القرآن ناطقا بفضلهم ، وأحد أئمة المسلمين الوالين عليكم بعد أبي بكر وعمر صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد كان أحدث أحداثا نقمناها عليه فاعتبنا ، فعدا عليه من ابتز هذه الأمة أمرها غصبا بغير رضى منها ولا مشورة فقتله وساعده على ذلك قوم غير أتقياء ولا أبرار فقتل محرما بريئا تائبا . وقد جئناكم - أيها الناس - نطلب بدم عثمان وندعوكم إلى الطلب بدمه فإن نحن أمكننا الله من قتلته قتلناهم به ، وجعلنا هذا الأمر مشورة بين المسلمين ، وكانت خلافته رحمة للأمة جميعا فإن كل من أخذ الأمر عن غير رضى من العامة ولا مشورة منها ابتزازا كان ملكه عضوضا وحدثا كبيرا . ثم قام الزبير فتكلم بمثل كلام طلحة ، فقام إليهما ناس من أهل البصرة ، فقالوا لهما : ألم تبايعا عليا عليه السلام فيمن بايعه ، ففيم بايعتما ثم نكثتما ؟
338
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 338