نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 329
لا شك أن ذلك منه لأغراض دنيوية ، ودون ما يظهره من التمسك بالحديث المشهور المصرح : " بأن من مات وليس بعنقه بيعة مات ميتة جاهلية " . لأن بيعة فاسق كيزيد ليست بجائزة كما لا يخفى . والذي أظنه أن ابن عمر إنما امتنع عن بيعة يزيد أولا لقرب عهده بالنبي صلى الله عليه وآله ، ونزول الوحي . فإن الأحاديث النبوية الذهبية كانت لا تزال في ذلك العهد ترن في آذانه ، وكانت الحكم والمواعظ والحقائق لا تزال شاخصة أمام بصره تبغضه ببيعة يزيد وأبيه ، وتصور له فضاعة الدعوة له ، أما وقد بعد العهد ، وكثرت الفتن ، وتتابعت الخطوب ، فقد ضعفت تلك العقيدة الدينية ، وتحولت بنظره الأشياء ، حتى آل الأمر أن جعلت بيعة يزيد - وهي التي كانت يومذاك بنظره موجبة لرخص الدين - بيعة لازمة في عنقه ، يجب الإقرار بها : * ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) * [1] . وإن شخصا هذه نفسيته ، وهذا مبلغ تدينه ، لا نستطيع - والحالة هذه - أن نعول على أحاديثه ، ونأخذ بآرائه ونظرياته ، على أن كثيرا من رواياته خرافية وصريحة الكذب . روى البخاري ، عن عبد الله بن عمر ، قال : ارتقيت فوق بيت حفصة ، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله يقضي حاجته ، مستدبرا القبلة ، مستقبل