نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 330
الشام " [1] . وهذا خلاف لما أجمعت عليه الأمة من عدم جواز استقبال القبلة واستدبارها . وخلاف لما روى البخاري من أن النبي صلى الله عليه وآله ، قال : " إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ، ولا يولها ظهره ، شرقوا أو غربوا " [2] . وخلاف لما اشتهر عنه صلى الله عليه وآله من أنه ما رؤي على بول أو غائط قط . وقد ارتبك بعض شراح البخاري عند ذكر هذا الحديث ، وحمله حسن ظنه بابن عمر أن يجعل فعل النبي صلى الله عليه وآله هذا من خواصه ، ومن جملة الأحكام التي اختص بها دون غيره . وليس هذا الاحتمال بأقل غرابة من رواية ابن عمر ، فإنا نقول : إن خواص النبي صلى الله عليه وآله معلومة لدى كافة الأمة الإسلامية ، وليس هذا الفعل من جملتها . وثانيا - إن خواصه فيها دلالة قوية على رفيع منزلته وعظمته عند الله لما في هذه الخواص من المزية الظاهرة التي لا ينالها غير النبي صلى الله عليه وآله ، وليس في هذا الفعل الذي رواه ابن عمر ما يشعر بذلك ، بل على العكس فإن النبي صلى الله عليه وآله ما نهى عن استقبال القبلة واستدبارها إلا كرامة لها . وهو صلى الله عليه وآله أحق بكرامتها ، وأجدر بتعزيزها ، فإنها قبلة
[1] صحيح البخاري : 1 / 117 طبع سنة ( 1320 ه ) . [2] صحيح البخاري : 1 / 36 .
330
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 330