نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 242
القوى ، وأن الحسن عليه السلام لما رأى هذه الظاهرة في جنوده صمم على إلقاء السلاح لأنه لا يستطيع أن يخوض غمار الحرب بقوى مرهفة . ثم يقول الأستاذ : ولئن كان في هذا عذر للحسن عليه السلام عما صنع فإنه يدل كذلك على قصور في القيادة ، فإن الحرب قد أجهدت جيوش خصمه كما أجهدت جيوشه ، والقائد القوي يملك أن يستعيد معنويات جيشه بالخطب الملتهبة وبالأعمال المشجعة . هذه نظرة الأستاذ التي ألقاها على هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ ، وهذا حكمه فيها ، فهل صدقت معي أنها من نظرات البسطاء الذين يبصرون ما بين أيديهم ثم لا يلتفتون إلى ما حول ولا إلى ما وراء ؟ ! هل صدقت معي أن الأستاذ حين قال قولته هذه لم يرجع بنظراته هذه إلى " فتنة المصاحف " ، ولا إلى " حادثة التحكيم " ولا إلى " واقعة النهروان " ، ولا إلى " حديث المؤامرة " التي انتهت بمصرع القائد الأول للحق ، ولا إلى شئ آخر يتصل بهذه الشؤون ؟ إنه لم يرجع بنظرته إلى شئ من ذلك ليستيقن أن السر أعمق كثيرا من هذا الذي توهمه سببا ثم توجه إليه بالنقد ! . . أغمد الإمام الحسن عليه السلام السيف وأعلن الهدنة ، فمكن بذلك الناس أن يروا الحكم الأموي على سجيته رأي عين ، وأن يبرز أمامهم بخصائصه وأهدافه عاريا مفضوحا دون طلاء ولا تزويق . . للناس كافة . . وليس للعراقيين فقط ، ولا للمصريين والحجازيين واليمانيين معهم ، بل حتى لأهل الشام ، فقد كانت المخادعات والمخاتلات الأموية تستر عليهم وجه الحقيقة طول أيام الحروب .
242
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 242