responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم    جلد : 1  صفحه : 243


ومكن الناس كلهم شاميهم وعراقيهم أن يستمعوا إلى الحاكم الأموي الأعلى في يوم " ساباط " ذاته وهو يفضح خطبته ، ويعلن هدفه ، ويكذب دعاواه الطويلة العريضة التي خادع الناس بها طوال السنين .
أن يستمعوا إليه ، وهو يقول لهم : إنه لم يقاتلهم ليصوموا ولا ليصلوا ولا ليحجوا ولا ليزكوا ، لم يقاتلهم ليقيم ركنا من أركان الإسلام هم تاركوه ، إذن ، فعلى ماذا أطلت الدماء ؟ ولماذا رفعت المصاحف ؟ بل ولماذا هتف بدم عثمان ؟
إنه قاتلهم ليتآمر عليهم ، فأعطاه الله ذلك وهم كارهون .
هذه هي الغاية ، وكل ما سواها فوسيلة ، حتى القرآن لما رفعه يوم " صفين " . نعم ، حتى القرآن فقد كان وسيلة لا غاية . وحتى دم عثمان .
إنما هي القوة والإمرة على الناس وهم راغمون كارهون .
مكن الإمام الحسن عليه السلام للناس كلهم ، شاميهم وعراقيهم ، أن يستمعوا إلى معاوية ، يقول لهم هذا بصراحة لم تعهد له في يوم من الأيام ، ولقد كان هذا وحده سببا كافيا للإتيان على بناء دولته من القواعد لو كان في البصائر والضمائر بقية من نور .
وتلك الحوادث والأعمال والأقوال من معاوية ، ومن عماله وبطانته ، تشرح المجمل ، وتضع النقاط ، وتكشف المستور من مناهج هذه الدولة .
ومواقف الحسن عليه السلام وأقواله وسيرته إلى جنب ذلك تعرف الناس سبيل الهدى الذي اجتنبوه ، ومناهج العدل الذي خذلوه ، والناس تسمع وتبصر وتعي وتزن ، بملء أسماعها وأبصارها وأذهانها وعقولها .
فأي إجراء إسلامي يستطاع في تلك الظروف هو أكبر من ذلك وأجدى

243

نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست