نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 237
خلق الله تعالى لخلقه ، وما أصبحت محتملا على امرئ مسلم ضغينة ، ولا مريد له بسوء ، ولا غايلة ، وإنما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة ، وإني ناظر لكم ولأنفسكم ، فلا تخالفوا أمري ولا تردوا علي ، وإني غفر الله لي ولكم ، وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا ناظر لما فيه مصالحكم والسلام . فنظر الناس بعضهم إلى بعض وقالوا : ما ترونه يريد أن يصنع ؟ قالوا : نظن أنه يريد أن يصالح معاوية ، ويسلم إليه الأمر ، فشدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته ، ورداءه من عاتقه ، فرجع وركب فرسه وتقلد بسيفه وأحدق به طوائف من خواص شيعته ، فمنعوه وطافوا به ، وأطاف به ربيعة وهمدان وجماعة من غيرهم وساروا معه . فبادر إليه رجل من بني أسد اسمه - الجراح بن سنان - في يده خنجر فطعنه به في فخذه فشقه حتى بلغ العظم ، وحمل الحسن عليه السلام على سرير من تلك الضربة إلى " المدائن " ، فنزل بها ، واشتغل بمعالجة جرحه . وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة سرا ، واستحثوه على سرعة المسير نحوهم ، وضمنوا له تسلم الحسن عليه السلام عند دنوه منهم ، والفتك به . وبلغ الحسن عليه السلام ذلك ، وتحقق فساد نيات أكثر أصحابه وخذلانهم له ، ولم يبق معه ممن يأمن غايلته إلا خاصة شيعته وشيعة أبيه ، وهم جماعة لا يقومون بحرب أهل الشام ، فكتب إلى معاوية في الهدنة والصلح فأجابه إلى ذلك ، وأنفذ إليه كتب أصحابه الذين ضمنوا له فيها الفتك فيه ، وتسليمه إليه . ووصل معاوية لصلح الحسن ، فاشترط الحسن عليه السلام شروطا كثيرة
237
نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 237