نام کتاب : الروض النضير في معنى حديث الغدير نویسنده : فارس حسون كريم جلد : 1 صفحه : 172
فوقف بوجه مروان يقرأ عليه الآية : * ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) * [1] ، فشكاه مروان من هذا التصرف ، فأرسل الخليفة إليه مولى له ينهاه ، فقال أبو ذر رضي الله عنه : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله ؟ وكانت هذه بداية معارضته لسياسة عثمان في العطاء حيث كان يعطي البعض ويقطع عن البعض الآخر ، والذين يأخذون منه كانوا يتقاصون في العطاء ، فأراد عثمان أن يتخلص منه فأرسله إلى الشام . وفي الشام لم يهدأ أبو ذر لحظة واحدة فقد وجد معاوية يسرف في أموال المسلمين في بناء القصور ، ويتصرف في بيت المال وكأنه من ماله الخاص ، فتلعلع صوت أبي ذر في وجه معاوية كأنه السيف البتار ، فخاف معاوية على نفسه وعلى أهل الشام فأرسله إلى المدينة ، وفي المدينة أخذ يواصل رسالته في مقاومة الاستئثار والإسراف في مال المسلمين . وكان رضي الله عنه يقول : بشر الأغنياء بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ، فاجتمع حوله كل مؤمن وكل فقير ، وأصبح يشكل خطرا يهدد السلطة . وروي : أن أبا ذر دخل على عثمان وكان عليلا متوكئا على عصاه وبين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسمها فيهم ، فقال أبو ذر لعثمان : ما هذا المال ؟ فقال عثمان : مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي أريد أن أضم إليها مثلها ثم أرى فيها رأيي ؟ فقال أبو ذر رضي الله عنه لعثمان : يا عثمان ، أيما أكثر مائة ألف